في الوقت
الذي فقد فيه
إعلامنا المصري والعربي
دوره التثقيفي،
وأكتفي باستضافة
أطباء ومختصين
لأغراض إعلانية
وتقديم وصفات
وهمية، ظهر
لنا الإعلام البديل الذي
تجسد في "الإسبتالية"
و "الدحيح"
فكلاهما صحح المسار
وقدم محتوي
علمي توعوي
ينشر الثقافة ويعالج الكثير
من الظواهر
ويكشف عما
هو غامض
ويلقي الضوء
عليه .
"إيمان الإمام" ، طبيبة امتياز، لم يمر على تخرجها بضعة أشهر، قررت إنشاء قناة على موقع يوتيوب تحت اسم "الإسبتالية"،
والاسم
باللهجة
المصرية
القديمة
تعني
مستشفى.
تعرض "إيمان" معلومات طبية في كل حلقة من حلقات برنامجها، التي لا تتجاوز العشرة دقائق، بصورة بسيطة ومباشرة وتخلط بين حس الفكاهة وقوة المعلومات.
بدأت سلسلة حلقات "الإسبتالية" في
الثالث
عشر
من
يونيو
الماضي،
وكان
عنوان
الحلقة "ليه إحنا بنكبر وعمرو دياب لأ؟"،
مما
يعطي
انطباع
عن
كون
المحتوى
ساخر،
لكنها
تناولت
أحد
الأمراض
النادرة
وهو" المتلازمة المجهولة "أو متلازمة X،" مرض توقف النمو عند مرحلة معينة" ، وهو مرض يجعل بعض الناس لا يكبرون مع مرورالزمن ، بسبب تلف الحمض النووي، و بلغت نسبة مشاهدة الحلقة إلى أكثر من 26 ألف مشاهدة.
وجاءت ردود الأفعال إيجابية بشكل كبير، ومن دول مختلفة وليس من مصر فقط. فعلي الرغم من أن المحتوي طبي متخصص إلا أنها تستخدم الجانب الفكاهي الساخر وهو ما جعل برنامجها يلاقي استحسان وشهرة كبيرة من قبل الجماهير فكان ذلك بمثابة الحافز للمضي بطريقها وتركز إيمان علي الحديث عن الأمراض النادرة لكونها لا تلاقي اهتمام وعدم توافر علاج لها، فلم
تكتفي
بدورها
التقليدي
كونها
طبيبة
يقتصر
دورها
علي
علاج
المرضي
فقط
بل
تجاهد
لتكشف
عن
الأمراض
النادرة
وكيفيه
علاجها .
وأثبتت إيمان أن النجاح لا يحتاج لإمكانيات ضخمة، فهي تقدم البرنامج من غرفتها وبمجهودها البحثي، فضلا عن
الأستوديو
لتنفيذ
حلقات
البرنامج، بمعاونة المحيطين بها، وبأقل الإمكانيات، فشقيقتها الصغيرة تتولى التصوير، فيما تعكف لنحو ثلاثة أسابيع على إعداد محتوى الحلقة، والحديث بطريقة بسيطة، لا تخلو من الفكاهه .
وقدمت إيمان عده حلقات تجسدت أهمها في
الأمراض
النفسية التي ناقشتها في "الحلقة الملبوسة"، والبوكيمون يدمر الصحة ويسبب الوفاة، "الطب مش للبنات".. " وأحيانا اتجهت لحكي
تجربتها
الذاتية
كما حدث في حلقة" الطب مش للبنات " إذ استعرضت تاريخ دخول النساء مجال الطب، وما تعرضن له من انتقادات وتثبيط بمختلف الأوقات، ولم تكن الإسبتالية هي التجربة الوحيدة من نوعها والتي تساهم في إثراء العلم ونشر الثقافة بل جاء "الدحيح" ليكمل المسيرة بمجالات أخري مماثلة .
أحمد الغندور أو "الدحيح"،
كما
يلقب
على
مواقع
السوشيال
ميديا،
شاب
تخرج
حديثاً
من
كلية
العلوم
قسم
الأحياء
بالجامعة
الأمريكية،
كرس
احمد
حياته
وجهوده
لنقل
العلوم،
للعامة
أو
لغير
المتخصصين
في
مجتمعنا واختار الكوميديا لسهولة شرحها، وإن كان المحتوي جاد كالنظريات الرياضية المعقدة، ولكنه وجد أنها الطريقة الأفضل ليتحدث عن العلوم عبر قناته على موقع يوتيوب التي يتابعها آلاف من المتابعين له.
بدأت مسيرة أحمد من اشتراكه في مسابقة بالقنصلية البريطانية بطرح فكرة علمية في ثلاث دقائق، حيث لاقي أعجاب واستحسان جميع الحضور ومن هنا جاءته فكرة عمل فيديوهات شرح لتبسيط العلوم وتقديمها بشكل ساخر وترفيهي .
ويعتمد "الدحيح" في إعداد حلقات برنامجه علي مصادر عده في جميع التخصصات فلم يقتصر علي مجال تخصصه فقط وهو الأحياء،
بل
يطلع
علي
العلوم
السياسية
والاقتصاد
وعلم
النفس
وغيرهم، مستعينًا بالمواقع العلمية الغربية والعربية .
وعلي الرغم من أن حلقات برنامجه تتضمن معلومات ثرية تحتاج لطاقم مجتهد من المعدين إلا انه يتولي مهمة ذلك بمفرده دون مساعده احد وبإمكانيات ضئيلة، تتجسد
بكاميرا
تصوير
من
أخيه
وعباءة
من
والدته
يستخدمها
كستار
لخلفية
التصوير
وميكرفون
بسيط،
وتساعده
في
ذلك
غرفته
البسيطة
التي يستخدمها عوضًا عن الاستديو.
يتبع أحمد الأسلوب الكوميدي الساخر وهو المناسب لطبيعة مجتمعنا المصري وهو ما جعل نجاحه يتزايد يوما عن الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق