انتشرت برامج التوك شو علي نطاق أوسع من سالفه عقب
أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث أصبحت منصة لطرح الآراء المختلفة لمختلف
فصائل المجتمع. وبعد مرور فترة ليست وجيزة بدأت هذه البرامج بفقدان مصداقيتها
تدريجيًا لدي معظم الناس، لأسباب اختلفت ما بين تدني مستوي المحتوي المعروض
واستعمال الألفاظ النابية واعتمادها علي المشادات الكلامية بين الضيوف لجذب نسب
مشاهدة عالية.
من جانبها أكدت د. مني هاشم، المدرس بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة
بني سويف، أن كلًا من هذه البرامج لها أجندة سياسية تعرض المضمون الذي يتفق مع
اتجاهاتها من دون النظر إلي مصلحة الجمهور.
وأشارت إلى أن المحتوي الإعلامي المُقدم من خلال هذه البرامج يؤثر علي
عواطف واتجاهات جمهوره بدرجات تختلف بناء علي درجات وعي وثقافة المشاهد، مؤكدة علي
أهمية إتباع برامج التوك شو لمعالجة الأخبار قبل بثها للجمهور.
في نفس السياق أشار كريم معوض، المدرس المساعد بقسم الصحافة بكلية
الإعلام جامعة بني سويف، علي أن المواد الإعلامية التي تُبث تعتمد علي السلبيات
السائدة لتحقيق نسب مشاهدات أعلي من نظائرها من دون النظر إلي ما تتركه من أثر
نفسي سيئ للمشاهد، علي نقيض العدد الذي من الممكن حصره الذي يتبع البرامج التي تتسم
بالحيادية في طرح مشاكلها، مؤكدًا علي أن مصر تفتقد للبرامج التنموية.
فيما أضافت جهاد عبدالمقصود، المدرس المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام
جامعة بني سويف ، أن برامج التوك شو حظيت باهتمام كبير بعد الثورة لاتساع هامش
الحريات للفصائل المختلفة من الجمهور، إلا أنها في الأيام الحالية فقدت مصداقيتها
لدي المواطن، نظرًا لأنها انحرفت عن المهنية في طرح مضامينها الإعلامية.
فيما قال حسن عيد الطالب بالفرقة الرابعة قسم الصحافة، إن هذا النوع من
البرامج يجب أن تكون مصدرًا للمعرفة للجمهور إلا أنها خرجت عن السياق المحدد لها،
وهو ما سبب لها نفور من متابعة أيًا منها لقناعته أنها تعرض ما يتفق مع بعض
السياسيات أو المصالح الشخصية.
في السياق نفسه أكدت الطالبة
إسراء عيد علي تجنبها لمتابعة برامج التوك شو، معللة بأنها تبتعد كل البعد عن
مصلحة المواطن.